رسالة لن تٌقرأ

By غَيّم - فبراير 27, 2018




في هذه الساعه المتأخرة من الليل ..
دعني أوجة حديثي إليك ، حتى و أن لم تكن تسمعني.
دعني أكتب كلماتي هذه برغم معرفتي أنك لن تقرأها !
كنت ذات يوم أضحك و الفرح يحلق بي في سماء صافية ليس بها أي غيوم ، كنت حقآ سعيدة بتلك اللحظات ، كنت أغلق عيناي و أشعر بالسعادة في قلبي ، كنت أحلق أعلى من تلك الطيور ... حتى أرتطمت و وقعت !
لأعلم مالذي أرتطمت به لانني أغلقت عيناي لكنني عندما سقطت بالأرض و فتحت عيناي إذ بهم يأخذونك إلى بعيد ... أنهم يحملونك بين أيديهم و يضعونك بتلك الحفرة !
أتسأل لما يأخذونك باكرآ ! وكيف يضعونك ويرمون فوقك التراب ! كيف سذهبون بعيدآ عنك ! كيف سيكملون يومهم و شهرهم و عمرهم و أنت هناك وحدك !
تسألت كثيرآ .. ولكن لا مجيب لتلك التسألات
فـ الموت لا يستأذن أحدآ !!
أحقا هو ذلك الذي يدعى الموت هو من أخذك من بيننا !
لما لم يدع لنا فرصة لتوديعك ؟
لم يمنحنا بعض الوقت حتى نٌقبل يديك ، حتى نستمع إلى ضحكتك ، حتى نرى أبتسامتك .
أتعلم أن ذلك الأرتطام أوجعني حقآ ! 
فقد ترك ندبة بقلبي ، لم تذهب منذ ذلك الوقت ، ندبة ترجعني لذلك الموقف ، ترمي بي في شعور الفقد من جديد ، تاريخ ذلك اليوم لا يزال عالقآ في ذاكرتي ، أحداثه و أصواتهم و أشكالهم ، دموعهم ، و أنينهم .
أعلم أنني كٌنت في سن صغير ولكنني حقآ كنت أشعر بضعف ماقد يشعرون به .
فقد كٌنتَ لي فرحة و سعادة ، كنت لي أحد أبواب النعيم ، ولكنك قد تركتني في وقت باكر جدآ ، لم نقضي وقتآ كثيرآ ، لم تراني و أنا أتخرج و أنا أكمل مسيرتي ، لم تكافئني على تفوقاتي ، لم تدعوا لي بمزيد من النجاح و التفوق .
لم يحدث الكثير لانك رحلت وتركتني ..
و ها أنا كذلك أكتب لك كلماتي التي لن تقرأها .

  • Share:

You Might Also Like

3 التعليقات

  1. كلمات موجعة .. وشعور الفقد أصعب .. غصب عني وانا اقرا دمعت عيوني .. الله يرحمه ويغفر له ويجمعكم بالجنة يا رب ����♥️

    ردحذف
    الردود

    1. امين يارب ... الله يرحم جميع موتى المسلمين ، شكرا لكلماتك .. اسعدني ردك. 💗💗

      حذف