سماء صافيه ، هواء عليل .. أصوات عصافير تحلق فوقنا ، أمواج البحر يُسمع صوتها ، هدوء لا يسمع فيه الا صوت الطبيعه ..
على الشاطىء هناك يوجد طفله تلعب وحدها سعيدة للغاية لم تشتكي الوحدة وكأن كل شي هنا يلعب معها البحر والموج و حبات الرمال ..
بين الحين والآخر يرتفع صوت ضحكتها فتنشر السعادة في كل مكان .
بالطرف الاخر من المكان هناك ثلاثة أشخاص جمعتهم الصحبه الطيبه ، أنفسهم لا تحمل الضغينة ، أصوات ضحكاتهم تجاري ضحكة تلك الطفلة.
نسمات الهواء تلاعب شعر الطفلة فينشر البراءة في كل مكان حولها ، صوتها الصغير عندما تقول " هل يمكنني أن أكبر في هذا المكان ؟"
ترغب في ان تكبر في هذا الهدوء ولا تعلم أن المكان ايضآ يتمنى ان تبقى ، تركض على الرمال بهدوء وخفة و كأنها غيمة نزلت إلى الأرض.
تركض بإتجاه هؤلاء الشباب ، بصوت خافت تسألهم ان يلعبون معها ! لايستطيعون ردها ، يتركون ما بأيديهم .. يحملها احدهم والآخر يحمل ألعابها والثالث فقد أمسك بهاتفه كي يوثق هذه اللحظات الجميلة .
من بين ضحكاتهم صرخت الطفلة .. فزع الشباب خوفآ عليها ! ثم ضحكة بعد ذلك.
انها كذلك مُشاغبة ولكن لا احد يمكنه ان يٌزعلها أو يزعل منها.
ثم بعد ذلك أخذت تنظر إلى احدهم نظرة يملأها الحنين ، ظلت تنظر بترقب ، لم تكن لترمش حتى ، سألها الأخر .. لما تنظرين إليه ؟
كأنو يعتقدون انها ربما تخافه أو انها لم يعجبها لعبه معهم ..
بكت الطفلة .. قفزت إلى حضن ذلك الشخص ،صرخت " بابا " ... لم تخرج منها غير تلك الكلمة.
تلاشت السعادة والضحك و أخذ بدلا منها صوت بكاء الطفلة .. بين شهقاتها تنطق بكلمة " بابا "
بخوف شديد تركض نحوهم امرأة تحمل طفلتها من بين يدي ذلك الشاب ، من دون ان تنظر اليهم صرخت بهم .. ماذا فعلتم بطفلتي ؟
يرد أحدهم : لاشئ فقد نظرت إلى هذا ثم ارتمت عليه وهي تبكي وتنادي أباها !
نظرت المرأة الى الرجل المقصود ، ثم تمعنت به جيدآ ، قالت : أعتذر لكم .. فهذا يشبه أباها المتوفي من أشهر.
حملت طفلتها بعيدآ .. حملتها وجراحها أثقل من هذه الطفلة.
تداعت بداخلها ... بكت دون صوت.
هذا المكان الكبير والهادئ اصبح أضيق من ثقب أبره.
كانت تحاول ان تُطيب خاطر طفلتها اليتيمة ، همست في إذنها " ياطفلتي لاتبكي فقد يسمع والدك ذلك ! أيعجبك ان يقلق عندما يسمع صوت بكاء طفلته ؟ "
توقفت الطفلة عن البكاء ، مسحت دمعتها.
أخذت تنظر الى السماء و ابتسمت ، قالت و صوتها يحمل الف وجع وحنين " بابا .. أنا بخير لا تقلق علي " .